فصل: ‏آداب الامارة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


*2* الباب الثاني ‏{‏في الإمارة وتوابعها‏}‏ من قسم الأفعال

*2*‏{‏ ترغيب الإمارة‏}‏

14284- عن عمر قال‏:‏ والله ما يزع ‏(‏يزع‏:‏ يقال وزعه يزعه وزعا فهو وازع، إذا كفه ومنعه‏.‏ النهاية ‏(‏5/180‏)‏ ب‏)‏ الله بسلطان أعظم مما يزع بالقرآن‏.‏

‏(‏خط‏)‏‏.‏

14285- عن عمر قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله أخبرني عن هذا السلطان الذي ذلت له الرقاب وخضعت له الأجناد ما هو‏؟‏ قال‏:‏ هو ظل الرحمن عز وجل في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده، فإن عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر، وإن جار وخان وظلم كان عليه الإصر وعلى الرعية الصبر‏.‏

‏(‏الديلمي‏)‏‏.‏

14286- عن علي قال‏:‏ لا يصلح الناس إلا أمير بر أو فاجر قالوا‏:‏ يا أمير المؤمنين هذا البر فكيف بالفاجر‏؟‏ قال‏:‏ إن الفاجر يؤمن الله به السبيل ويجاهد به العدو ويجيء به الفيء ويقام به الحدود، ويحج به البيت، ويعبد الله فيه المسلم آمنا حتى يأتيه أجله‏.‏

‏(‏هب‏)‏‏.‏

*2*‏{‏ الترهيب عنها‏}‏

14287- ‏{‏الصديق‏}‏ عن قيس بن أبي حازم عن نافع بن عمرو الطائي قال‏:‏ شهدت أبا بكر وهو على المنبر يقول‏:‏ من ولي من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم شيئا فلم يقم فيهم بكتاب الله فعليه بهلة ‏(‏بهلة الله‏:‏ أي لعنه الله وتضم باؤها وتفتح‏.‏ والمباهلة الملاعنة، وهو أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا‏:‏ لعنة الله على الظالم منا‏.‏ النهاية ‏(‏1/167‏)‏ ب‏)‏ الله‏.‏

‏(‏البغوي‏)‏‏.‏

14288- عن رافع الطائي قال‏:‏ صحبت أبا بكر في غزوة فلما قفلنا قلت‏:‏ يا أبا بكر أوصني قال‏:‏ أقم الصلاة المكتوبة لوقتها وأد زكاة مالك طيبة بها نفسك، وصم رمضان، واحجج البيت، واعلم أن الهجرة في الإسلام حسن وأن الجهاد في الهجرة حسن ولا تكن أميرا، ثم قال‏:‏ هذه الإمارة التي ترى اليوم سيرة قد اوشكت أن تفشو وتكثر حتى ينالها من ليس لها بأهل، وانه من يكن أميرا فإنه من أطول الناس حسابا وأغلظه عذابا، ومن لا يكون أميرا فإنه من أيسر الناس حسابا وأهونه عذابا لأن الأمراء أقرب الناس من ظلم المؤمنين، ومن يظلم المؤمنين فإنما يخفر الله هم جيران الله وهم عباد الله، والله إن أحدكم لتصاب شاة جاره أو بعير جاره فيبيت وارم العضل يقول‏:‏ شاة جاري أو بعير جاري فإن الله أحق أن يغضب لجيرانه‏.‏

‏(‏ابن المبارك في الزهد‏)‏ ‏(‏كتاب الزهد والرقائق للإمام شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك المروزي المتوفى سنة 181 ه وطبع بالهند 1386 ه‏.‏ والحديث‏:‏ في كتابه صفحة ‏(‏235 - 236‏)‏ بإيجاز ومر ترجمته ‏(‏3/744‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14289- عن زينب بنت المهاجر قالت‏:‏ خرجت حاجة ومعي امرأة فضربت علي فسطاطا ‏(‏فسطاطا‏:‏ الفسطاط بضم الفاء وكسرها‏:‏ بيت من الشعر والجمع فساطيط‏.‏ المصباح المنير ‏(‏2/647‏)‏ ب‏)‏ ونذرت أن لا أتكلم فجاء رجل فوقف على باب الخيمة فقال‏:‏ السلام عليكم فردت عليه صاحبتي، فقال‏:‏ ما شأن صاحبتك لم ترد علي‏؟‏ قالت‏:‏ إنها مصمتة نذرت أن لا تتكلم فقال‏:‏ تكلمي، فإن هذا من فعل الجاهلية، فقلت‏:‏ من أنت يرحمك الله‏؟‏ قال‏:‏ امرؤ من المهاجرين، قلت‏:‏ من أي المهاجرين‏؟‏ قال‏:‏ من قريش، قلت‏:‏ من أي قريش‏؟‏ قال‏:‏ إنك لسؤول أنا أبو بكر، قلت يا خليفة رسول الله إنا كنا حديث عهد بجاهلية لا يأمن بعضنا بعضا وقد جاء الله من الأمر بما ترى، فحتى متى يدوم لنا هذا‏!‏ قال‏:‏ ما صلحت أئمتكم، قلت‏:‏ ومن الأئمة‏؟‏ قال‏:‏ أليس في قومك أشراف يطاعون‏؟‏ قلت‏:‏ بلى قال‏:‏ أولئك‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

14290- عن حية بنت أبي حية قالت‏:‏ دخل علي رجل بالظهيرة فقلت ما حاجتك يا عبد الله‏؟‏ قال‏:‏ أقبلت أنا وصاحب لي في بغاء ‏(‏بغاء‏:‏ بغيته أبغيه بغيا طلبته وابتغيته وتبغيته مثله، والاسم البغاء وزان غراب‏.‏ المصباح المنير ‏(‏1/79‏)‏ ب‏)‏ إبل لنا؛ فانطلق صاحبي يبغي ودخلت في الظل أستظل وأشرب من الشراب، قالت‏:‏ فقمت إلى لبنية لنا حامضة فسقيته منها وتوسمته وقلت‏:‏ يا عبد الله من أنت‏؟‏ قال‏:‏ أبو بكر، قلت‏:‏ أبو بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سمعت به‏؟‏ قال‏:‏ نعم فذكرت له غزونا خثعم في الجاهلية وغزو بعضنا بعضا وما جاء الله به من الإلف، فقلت‏:‏ يا عبد الله حتى متى أمر الناس هذا‏؟‏ قال‏:‏ ما استقامت الأئمة، قال ألم ترى السيد يكون في الحي أيتبعونه ويطيعونه فهم أولئك ما استقاموا‏.‏

‏(‏مسدد وابن منيع والدارمي‏)‏ قال ابن كثير إسناده حسن جيد‏.‏

*2*تتمة الباب الثاني في الترهيب عن الامارة

14291- عن رافع الطائي عن أبي بكر الصديق أنه خطب الناس؛ فذكر المسلمين فقال‏:‏ من ظلم منهم أحدا فقد أخفر ذمة الله ومن ولي من أمور المسلمين شيئا فلم يعطهم كتاب الله فعليه لعنة الله، ومن صلى الصبح فقد خفره الله ‏(‏خفره‏:‏ ومنه حديث أبي بكر‏"‏من ظلم أحدا من المسلمين فقد أخفره الله‏"‏ وفي رواية ‏"‏ذمة الله‏"‏ وحديثه الآخر‏"‏ من صلى الصبح فهو في خفرة الله‏"‏ أي في ذمته‏.‏ النهاية ‏(‏2/53‏)‏ ب‏)‏‏.‏

‏(‏الدينوري‏)‏‏.‏

14292- عن إسماعيل بن عبيد الله بن سعيد بن أبي مريم عن أبيه عن جده قال‏:‏ بلغني أنه لما استخلف أبو بكر صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ إنه والله لولا أن تضيع أموركم ونحن بحضرتها لأحببت أن يكون هذا الأمر في عنق أبغضكم إلي ثم لا يكون خيرا له ألا إن أشقى الناس في الدنيا والآخرة الملوك، فاشرأب ‏(‏فاشرأب‏:‏ أي رفعوا رؤوسهم لينظروا إليه وكل رافع رأسه مشرئب‏.‏ النهاية ‏(‏2/455‏)‏ ب‏)‏ الناس ورفعوا إليه رؤوسهم فقال‏:‏ على رسلكم إنكم عجلون، إنه لن يملك ملك قط إلا علم الله ملكه قبل أن يملكه فينقص نصف عمره، ويوكل به الروع ‏(‏الروع‏:‏ الروع‏:‏ الفزع‏.‏

والحزن‏:‏ يقال‏:‏ حزنني الأمر وأحزنني فأنا محزون‏.‏انتهى‏.‏النهاية ‏(‏1/380‏)‏ ب‏)‏ والحزن ويزهده فيما بيديه ويرغبه فيما بأيدي الناس، فتضنك معيشته وإن أكل طعاما طيبا ولبس جيدا حتى إذا أضحى ظله وذهبت نفسه وورد إلى ربه فحاسبه فشد حسابه وقل غفرانه له ألا إن المساكين هم المغفورون، ألا إن المساكين هم المغفورون‏.‏

‏(‏ابن زنجويه في كتاب الأموال‏)‏‏.‏

14293- عن عمير بن سعد الأنصاري‏[‏كان ولاه عمر حمص فذكر الحديث‏]‏ قال‏:‏ قال عمر لكعب‏:‏ إني أسألك عن أمر فلا تكتمني، قال‏:‏ لا والله لا أكتمك شيئا أعلمه، قال‏:‏ ما أخوف شيء تخوفه على أمة محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ أئمة مضلين قال عمر‏:‏ صدقت قد أسر إلي ذلك وأعلمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

‏(‏حم‏)‏ ‏(‏أخرجه أحمد في مسنده ‏(‏1/42‏)‏ وما بين الحاصرين استدركته منه‏.‏ ص‏)‏‏.‏

14294- عن عمر قال‏:‏ لو هلك حمل ‏(‏حملا‏:‏ الحمل بفتحتين ولد الضائنة في السنة الأولى والجمع حملان‏.‏انتهى‏.‏المصباح المنير ‏(‏1/209‏)‏ ب‏)‏ من ولد الضأن ضياعا ‏(‏ضياعا‏:‏ الضياع‏:‏ العيال‏.‏ وأصله مصدر ضاع يضيع ضياعا فسمى العيال بالمصدر، كما تقول‏:‏ من مات وترك فقرا‏:‏ أي فقراء‏.‏ وإن كسرت الضاد كان جمع ضائع؛ كجائع وجياع‏.‏ النهاية ‏(‏3/107‏)‏ ب‏)‏ بشاطئ الفرات خشيت أن يسألني الله عنه‏.‏

‏(‏ابن سعد ش ومسدد حل كر‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏3/305‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14295- عن عمر قال‏:‏ ما حرص رجل كل الحرص في الإمارة فعدل فيها‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

14296- عن عمر قال‏:‏ ويل لديان أهل الأرض من ديان أهل السماء يوم يلقونه إلا من أم ‏(‏أم‏:‏ أي قصد‏.‏ النهاية ‏(‏1/69‏)‏ ب‏)‏ العدل وقضى بالحق، ولم يقض لهوى ولا قرابة ولا لرغبة، ولا لرهبة وجعل كتاب الله مرآة بين عينيه‏.‏

‏(‏ش حم في الزهد وابن خزيمة ق كر‏)‏‏.‏

14297- عن طاوس قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب‏:‏ اقضوا ونسأل‏.‏

14298- عن سليمان بن موسى قال‏:‏ كتب عمر بن الخطاب إن تجارة الأمير في إمارته خسارة‏.‏

‏(‏ق‏)‏‏.‏

14299- عن قطن بن وهب عن عمه أنه كان مع عمر بن الخطاب في سفر فلما كان قريبا من الروحاء ‏(‏الروحاء‏:‏ موضع بين مكة والمدينة‏.‏ المصباح المنير ‏(‏1/334‏)‏ ب‏)‏ ‏[‏قال معن وعبد الله بن مسلمة في حديثهما‏]‏ سمع صوت راع في جبل فعدل إليه فلما دنا منه صاح يا راعي الغنم، فأجابه الراعي فقال‏:‏ ‏[‏يا راعيها فقال عمر‏]‏‏:‏ إني مررت بمكان هو أخصب من مكانك وإن كل راع مسئول عن رعيته، ثم عدل صدور الركاب‏.‏

‏(‏مالك وابن سعد‏)‏ ‏(‏راجع الطبقات الكبرى لابن سعد ‏(‏3/292‏)‏ وما بين الحاصرين استدركته منه‏.‏ ص‏)‏‏.‏

14300- عن محمود بن خالد حدثنا سويد بن عبد العزيز حدثنا سيار أبو الحكم عن أبي وائل أن عمر بن الخطاب استعمل بشر بن عاصم على صدقات هوازن فتخلف بشر فلقيه عمر فقال‏:‏ ما خلفك‏؟‏ أمالنا عليك سمع وطاعة قال‏:‏ بلى ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ من ولي شيئا من أمور المسلمين أتي به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجا، وإن كان مسيئا انخرق به الجسر فهوى فيه سبعين خريفا، فرجع عمر كئيبا حزينا فلقيه أبو ذر فقال‏:‏ مالي أراك كئيبا حزينا‏؟‏ قال‏:‏ ما يمنعني أن لا أكون كئيبا حزينا وقد سمعت بشر بن عاصم يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ من ولي شيئا من أمر المسلمين أتى به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجا، وإن كان مسيئا انخرق به الجسر فيهوي فيه سبعين خريفا، قال أبو ذر‏:‏ أو ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لا، قال‏:‏ أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ من ولي أحدا من الناس أتي به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجا وإن كان مسيئا انخرق به الجسر فهوى به سبعين خريفا وهي سوداء مظلمة فأي الحديثين أوجع لقلبك‏؟‏ قال‏:‏ كلاهما قد أوجع قلبي، فمن يأخذها بما فيها‏؟‏ قال أبو ذر‏:‏ من سلت الله أنفه وألصق خده بالأرض أما إنا لا نعلم إلا خيرا وعسى إن وليتها من لا يعدل فيها أن لا ينجو من ألمها‏.‏

‏(‏البغوي عب وأبو نعيم وأبو سعيد النقاش في كتاب القضاة في المتفق‏)‏ وسويد بن عبد العزيز متروك ولكن له طرق أخرى تأتي في مسند بشر‏.‏

14301- عن عمران بن عبد الله قال‏:‏ قال أبي بن كعب لعمر بن الخطاب‏:‏ مالك لا تستعملني‏؟‏ قال‏:‏ أكره أن تدنس دينك‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

14302- عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قال في ولايته‏:‏ من ولي هذا الأمر بعدي فليعلم أن سيريده عنه القريب والبعيد، وايم الله ما كنت إلا أقاتل الناس عن نفسي قتالا‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

14303- عن عمر قال‏:‏ ما أحب أصلي في بيتهم هذا المغلق يعني المقصورة‏.‏

‏(‏مسدد‏)‏‏.‏

14304- عن موسى بن جبير عن شيوخ من أهل المدينة قالوا‏:‏ كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص أما بعد فإني قد فرضت لمن قبلي في الديوان ولذريتهم ولمن ورد علينا بالمدينة من أهل اليمن وغيرهم ممن توجه إليك وإلى البلدان، فانظر من فرضت له فنزل بك فاردد عليه العطاء وعلى ذريته ومن نزل بك ممن لم أفرض له فافرض له على نحو مما رأيتني فرضت لأشباهه، وخذ لنفسك مائتي دينار فهذه فرائض أهل بدر من المهاجرين والأنصار ولم أبلغ بهذا أحدا من نظرائك غيرك لأنك من عمال المسلمين فألحقتك بأرفع ذلك، وقد علمت أن مؤنا تلزمك فوفر الخراج وخذه من حقه، ثم عف عنه بعد جمعه، فإذا حصل لك وجمعته أخرجت عطاء المسلمين وما يحتاج إليه مما لا بد منه، ثم انظر فيما فضل بعد ذلك فاحمله إلي واعلم أن ما قبلك من أرض مصر ليس فيها خمس وإنما هي أرض صلح وما فيها للمسلمين فيء تبدأ بمن أغنى عنهم في ثغورهم وأجزأ عنهم في أعمالهم ثم تفيض ما فضل بعد ذلك على من سمى الله واعلم يا عمرو أن الله يراك ويرى عملك فإنه قال تبارك وتعالى في كتابه‏:‏ ‏{‏واجعلنا للمتقين إماما‏}‏ يريد أن يقتدى به، وأن معك أهل ذمة وعهد وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وأوصى بالقبط فقال‏:‏ استوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما ورحمهم أن أم إسماعيل منهم وقد قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ من ظلم معاهدا أو كلفه فوق طاقته فأنا خصمه يوم القيامة، احذر يا عمرو أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم لك خصما فإنه من خاصمه خصمه، والله يا عمرو لقد ابتليت بولاية هذه الأمة وآنست من نفسي ضعفا، وانتشرت رعيتي ورق عظمي، فاسأل الله أن يقبضني إليه غير مفرط، والله إني لأخشى لو مات جمل بأقصى عملك ضياعا أن أسأل عنه يوم القيامة‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

14305- عن عمر قال‏:‏ من استعمل رجلا لمودة أو لقرابة لا يستعمله إلا لذلك فقد خان الله ورسوله والمؤمنين‏.‏

‏(‏‏.‏‏.‏‏.‏ في المداراة‏)‏ قال السيوطي‏:‏ ولا يحضرني اسم مخرج إلا أنه قديم يكثر الرواية فيه عن أبي خيثمة‏.‏

14306- عن عمر قال‏:‏ من استعمل فاجرا وهو يعلم أنه فاجر فهو مثله‏.‏

‏(‏في المداراة‏)‏‏.‏

14307- عن الفضل بن عميرة أن الأحنف بن قيس قدم على عمر بن الخطاب في وفد من العراق قدموا عليه في يوم صائف شديد الحر وهو متحجز بعباءة يهنأ ‏(‏يهنأ‏:‏ يقال هنأت البعير أهنؤه‏:‏ إذا طليته بالهناء، وهو القطران‏.‏ النهاية ‏(‏5/277‏)‏ ب‏)‏ بعيرا من إبل الصدقة فقال‏:‏ يا أحنف ضع ثيابك وهلم وأعن أمير المؤمنين على هذا البعير فإنه من إبل الصدقة فيه حق اليتيم والأرملة والمسكين، فقال رجل يغفر الله لك يا أمير المؤمنين فهلا تأمر عبدا من عبيد الصدقة فيكفيك هذا‏؟‏ فقال عمر‏:‏ يا ابن فلانة وأي عبد هو أعبد مني ومن الأحنف بن قيس هذا، إنه من ولي أمر المسلمين فهو عبد للمسلمين يجب عليه لهم ما يجب على العبد لسيده من النصيحة وأداء الأمانة‏.‏

‏(‏في المداراة‏)‏‏.‏

14308- عن فضيل بن غزوان عن محمد الراسبي عن بشر بن عاصم بن شقيق الثقفي أن عمر بن الخطاب كتب عهده فقال‏:‏ لا حاجة لي فيه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ إن الولاة يجاء بهم فيوقفون على جسر جهنم، فمن كان مطواعا لله تناوله بيمينه حتى ينجيه، ومن كان عاصيا لله انخرق به الجسر إلى واد من نار يلتهب التهابا، فأرسل عمر إلى أبي ذر وسلمان، فقال لأبي ذر‏:‏ أنت سمعت الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم والله وبعد الوادي واد آخر من نار وسأل سلمان فكره أن يخبره بشيء فقال عمر‏:‏ من يأخذها بما فيها‏؟‏ فقال أبو ذر‏:‏ من سلت الله أنفه وعينه وأمرغ خده إلى الأرض‏.‏

‏(‏ش وأبو نعيم‏)‏ وقال رواه عمار بن يحيى عن سلمة بن أبي تميم عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن سفيان عن بشر بن عاصم مثله قلت أخرجه من هذا الطريق ‏(‏ابن منده‏)‏ فهاتان الطريقتان مقويتان للطريق الثالث في مسند عمر قال في الإصابة‏:‏ محمد الراسبي ذكر ابن عبد البر أنه ابن سليم فإن كان كما قال فالإسناد منقطع لأنه لم يدرك بشر بن عاصم‏.‏

14309- عن أبي برزة الأسلمي أنه قال لزياد وكان يقال شر الرعاء الحطمة ‏(‏شر الرعاء الحطمة‏:‏ هو العنيف برعاية الإبل في السوق والايراد والاصدار ويلقي بعضها على بعض، ويعسفها‏.‏ ضربه مثلا لوالي السوء‏.‏ ويقال أيضا‏:‏ حطم بلا هاء‏.‏ النهاية ‏(‏1/402‏)‏ ب‏)‏ فإياك أن تكون منهم‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

14310- عن عبد الرحمن بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏ يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن تسألها ثم تعطاها توكل إليها وإن تحمل عليها تعان وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فائت الذي هو خير ثم كفر عن يمينك، وأنه لا نذر في يمين ولا في قطيعة رحم ولا فيما لا يملك‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

*2*‏{ ‏آداب الامارة‏}‏

14311- عن الشعبي قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب‏:‏ دلوني على رجل أستعمله على أمر قد أهمني من أمر المسلمين، قالوا‏:‏ عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ ضعيف قالوا‏:‏ فلان قال‏:‏ لا حاجة لي فيه‏:‏ قالوا‏:‏ من تريد قال‏:‏ رجل إذا كان أميرهم كان كأنه رجل منهم، وإذا لم يكن أميرهم كأنه أميرهم قالوا‏:‏ ما نعلمه إلا الربيع بن زياد الحارثي قال‏:‏ صدقتم‏.‏

‏(‏الحاكم في الكنى‏)‏‏.‏

14312- ‏{‏مسند الصديق‏}‏ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا يعقوب بن إسحاق المخزومي حدثنا العباس بن بكار الضبي حدثنا عبد الواحد بن أبي عمر الأسدي حدثنا المعافي بن زكريا الجريري حدثنا محمد بن مخلد حدثنا أبو يعلى الساجي حدثنا الأصمعي عن عقبة الأصم عن عطاء عن ابن عباس قال‏:‏ أنشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه‏.‏

إذا أردت شريف الناس كلهم * فانظر إلى ملك في زي مسكين

ذاك الذي حسنت في الناس فاقته * وذاك يصلح للدنيا وللدين

‏(‏ابن النجار‏)‏‏.‏

14313- عن علي قال‏:‏ حق على الإمام أن يحكم بما أنزل الله وأن يؤدي الأمانة، فإذا فعل فحق على الناس أن يسمعوا له وأن يطيعوا وأن يجيبوا إذا دعوا‏.‏

‏(‏الفريابي ص ش وابن زنجويه في الأموال وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‏)‏‏.‏

14314- عن علي بن أبي ربيعة الأسدي قال‏:‏ جاء رجل إلى علي بن أبي طالب بابن له بدلا من بعث ‏(‏من بعث‏:‏ بعثه كمنعه أرسله‏.‏ القاموس ‏(‏1/162‏)‏ ب‏.‏ والمعنى‏:‏ جاء به بدلا من إرساله له‏.‏ ب‏)‏ فقال علي‏:‏ لرأي شيخ أحب إلي من مشهد شاب‏.‏

‏(‏عباس الربعي في جزئه ق‏)‏‏.‏

14315- عن علي قال‏:‏ ثلاثة من كن فيه من الأئمة صلح أن يكون إماما اضطلع ‏(‏اضطلع‏:‏ افتعل، من الضلاعة، وهي القوة‏.‏ يقال‏:‏ اضطلع بحمله‏:‏ أي قوي عليه ونهض به‏.‏ النهاية ‏(‏3/97‏)‏ ب‏)‏ بأمانته إذا عدل في حكمه ولم يحتجب دون رعيته وأقام كتاب الله تعالى في القريب والبعيد‏.‏

‏(‏الديلمي‏)‏‏.‏

14316- عن السائب بن يزيد أن رجلا قال لعمر بن الخطاب‏:‏ لأن أخاف في الله لومة لائم خير لي أم أقبل على نفسي‏؟‏ فقال‏:‏ أما من ولي من أمر المسلمين شيئا فلا يخاف في الله لومة لائم، ومن كان خلوا ‏(‏خلوا‏:‏ الخلو بالكسر‏:‏ الفارغ البال من الهموم‏.‏ والخلو أيضا‏:‏ المنفرد‏.‏ النهاية ‏(‏2/74‏)‏‏.‏ ب‏)‏ فليقبل على نفسه ولينصح لولي أمره‏.‏

‏(‏هب‏)‏‏.‏

14317- عن عمر قال‏:‏ إن الناس لن يزالوا مستقيمين ما استقامت لهم أئمتهم وهداتهم‏.‏

‏(‏ابن سعد هق‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏3/292‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14318- عن عمر قال‏:‏ الرعية مؤدية إلى الإمام ما أدى الإمام إلى الله فإذا رفع الإمام رفعوا‏.‏

‏(‏ابن سعد ش ق ن‏)‏ ‏(‏آخر فقرة من الحديث عند ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏3/292‏)‏ فإذا رتع الإمام رتعوا‏.‏ ص‏)‏‏.‏

14319- عن عمر قال‏:‏ لا ينبغي أن يلي هذا الأمر إلا رجل فيه أربع خصال‏:‏ اللين في غير ضعف، والشدة في غير عنف، والإمساك في غير بخل، والسماحة في غير سرف، فإن سقطت واحدة منهن فسدت الثلاث‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

14320- عن عمر قال‏:‏ لا يقيم أمر الله إلا من لا يصانع ولا يضارع ‏(‏ولا يضارع‏:‏ أي‏:‏ ولا يشابه فعله الرياء‏.‏ ومنه حديث معمر بن عبد الله ‏"‏ إني أخاف أن تضارع‏"‏ أي أخاف أن يشبه فعلك الرياء‏.‏انتهى‏.‏النهاية ‏(‏3/85‏)‏ ب‏)‏ ولا يتبع المطامع يكف عن عزته ‏(‏عزته‏:‏ لعل الصواب‏:‏ عرته، وفي النهاية ‏(‏3/205‏)‏ المعرة‏:‏ الأمر القبيح المكروه والأذى، وهي مفعلة من العر‏.‏انتهى‏.‏ب‏)‏ ولا يكتم في الحق على حدته ‏(‏حدته‏:‏ الحدة كالنشاط والسرعة في الأمور والمضاء فيها، مأخوذ من حد السيف، والمراد بالحدة ههنا المضاء في الدين والصلابة والقصد في الخير‏.‏ النهاية ‏(‏1/353‏)‏ ب‏)‏‏.‏

‏(‏عب ووكيع الصغير في الغرر كر‏)‏‏.‏

14321- عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى الأشعري لا تبيعن ولا تبتاعن ولا تشاربن ولا تضاربن ولا ترتشي في الحكم ولا تحكم بين اثنين وأنت غضبان‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

14322- عن عمر بن الخطاب أنه كتب أن لا يحد أمير جيش ولا أمير سرية رجلا من المسلمين حتى يطلع الدرب ‏(‏الدرب‏:‏ كل مدخل إلى الروم درب‏.‏ وقيل هو بفتح الراء للنافذ منه وبالسكون لغير النافذ‏.‏ النهاية ‏(‏2/111‏)‏ ب‏)‏ قافلا فإني أخشى أن تحمله الحمية على أن يلحق بالمشركين‏.‏

‏(‏عب ش‏)‏‏.‏

14323- عن عمر قال‏:‏ ليس الرجل أمينا على نفسه إذا أخفته أو أوثقته أو ضربته‏.‏

‏(‏عب ش ص ق ه‏)‏‏.‏

14324- عن معاوية قال‏:‏ كان عمر يكتب إلى عماله لا تخلدن علي كتابا‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

14325- عن أبي عمران الجوني قال‏:‏ كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أنه لم يزل للناس وجوه يرفعون حوائج الناس فأكرم وجوه الناس، فبحسب المسلم الضعيف من العدل أن ينصف في الحكم والقسمة‏.‏

‏(‏ابن أبي الدنيا في الأشراف ق قط في الجامع‏)‏‏.‏

14326- عن أبي عثمان النهدي قال‏:‏ استعمل عمر بن الخطاب رجلا من بني أسد على عمل، فجاء يأخذ عهده، فأتي عمر ببعض ولده فقبله، فقال الأسدي‏:‏ أتقبل هذا يا أمير المؤمنين‏؟‏ والله ما قبلت ولدا قط، قال عمر‏:‏ فأنت والله بالناس أقل رحمة هات عهدنا لا تعمل لي عملا أبدا فرد عهده‏.‏

‏(‏هناد ق‏)‏‏.‏

14327- عن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب سأله إذا حاصرتم المدينة كيف تصنعون‏؟‏ قال‏:‏ نبعث الرجل إلى المدينة ونصنع له هبيئا من جلود قال‏:‏ أرأيت إن رمي بحجر‏؟‏ قال‏:‏ إذا يقتل، قال‏:‏ فلا تفعلوا فو الذي نفسي بيده ما يسرني أن تفتحوا مدينة فيها أربعة آلاف مقاتل بتضييع رجل مسلم‏.‏

‏(‏الشافعي ق‏)‏‏.‏

14328- عن طاوس أن عمر قال‏:‏ أرأيتم إن استعملت عليكم خير من أعلم ثم أمرته بالعدل أقضيت ما علي‏:‏ قالوا‏:‏ نعم، قال‏:‏ لا حتى أنظر في عمله أعمل بما أمرته أم لا‏.‏

‏(‏ق كر‏)‏‏.‏

14329- أخبرنا ابن جريج قال‏:‏ أخبرت أن عمر كتب إلى أبي موسى أن لا يأخذ الإمام بعلمه ولا بظنه ولا بشبهته‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

14330- عن عمر قال‏:‏ لا يصلح هذا الأمر إلا بشدة في غير تجبر ولين في غير وهن ‏(‏في غير وهن‏:‏ أي في غير ضعف‏.‏ وقد وهن الإنسان يهن، ووهنه غيره وهنا، وأوهنه، ووهنه‏.‏ النهاية ‏(‏5/234‏)‏ ب‏)‏‏.‏

‏(‏ابن سعد ش‏)‏‏.‏

14331- عن عتاب بن رفاعة بن رافع قال‏:‏ بلغ عمر بن الخطاب أن سعدا اتخذ قصرا وجعل عليه بابا وقال‏:‏ انقطع الصويت ‏(‏الصويت‏:‏ صات يصوت ويصات نادى كأصات وصوت‏.‏انتهى‏.‏القاموس ‏(‏1/152‏)‏ ب‏)‏ فأرسل عمر محمد بن مسلمة وكان عمر إذا أحب أن يؤتى بالأمر كما يريد بعثه فقال‏:‏ ائت سعدا وأحرق عليه بابه، فقدم الكوفة؛ فلما أتى الباب أخرج زنده فاستورى نارا ثم أحرق الباب، فأتى سعد، فأخبر ثم وصف له صفته فعرفه، فخرج إليه سعد فقال محمد‏:‏ إنه بلغ أمير المؤمنين عنك أنك قلت‏:‏ انقطع الصويت فحلف سعد بالله ما قال ذلك، فقال محمد‏:‏ نفعل الذي أمرنا ونؤدي عنك ما تقول وأقبل يعرض عليه أن يزوده، فأبى ثم ركب راحلته حتى قدم المدينة فلما أبصره عمر قال‏:‏ لولا حسن الظن بك ما رأينا أنك أديت، وذكر أنه أسرع السير وقال‏:‏ قد فعلت وهو يعتذر ويحلف بالله ما قال، فقال عمر‏:‏ هل أمر لك بشيء‏؟‏ قال‏:‏ ما كرهت من ذلك، أن أرض العراق أرض رقيقة وأن أهل المدينة يموتون حولي من الجوع فخشيت أن آمر لك فيكون لك البارد ولي الحار، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ لا يشبع المؤمن دون جاره‏.‏

‏(‏ابن المبارك وابن راهويه ومسدد‏)‏‏.‏

14332- عن الحسن أن عمر بن الخطاب قال‏:‏ هان شيء أصلح به قوما أن أبدلهم أميرا مكان أمير‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏3/284‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14333- عن عمر قال‏:‏ إني لأتحرج أن أستعمل الرجل وأنا أجد أقوى منه‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

14334- عن سلمة بن شهاب العبدي قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب‏:‏ أيتها الرعية إن لنا عليكم حقا النصيحة بالغيب، والمعاونة على الخير وإنه ليس شيء أحب إلى الله وأعم نفعا من حلم إمام ورفقه، وليس شيء أبغض إلى الله من جهل إمام وخرقه ‏(‏وخرقه‏:‏ الخرق بالضم‏:‏ الجهل والحمق‏.‏ وقد خرق يخرق خرقا فهو أخرق والاسم الخرق بالضم‏.‏ النهاية ‏(‏2/26‏)‏ ب‏)‏‏.‏

‏(‏هناد‏)‏‏.‏

14335- عن عبد الله بن عكيم قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب‏:‏ إنه لا حلم أحب إلى الله من حلم إمام ورفقه ولا جهل أبغض إلى الله من جهل إمام وخرقه ومن يعمل بالعفو فيما يظهر به تأتيه العافية، ومن ينصف الناس من نفسه يعطى الظفر في أمره، والذل في الطاعة أقرب إلى البر من التعزز بالمعصية‏.‏

‏(‏هناد‏)‏‏.‏

14336- عن إبراهيم قال‏:‏ كان عمر إذا استعمل عاملا فقدم إليه الوفد من تلك البلاد قال‏:‏ كيف أميركم أيعود المملوك أيتبع الجنازة‏؟‏ كيف بابه ألين هو‏؟‏ فإن قالوا‏:‏ بابه لين ويعود المملوك تركه وإلا بعث إليه ينزعه‏.‏

‏(‏هناد‏)‏‏.‏

14337- عن أبي تميم الجيشاني قال‏:‏ كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص أما بعد، فإنه بلغني أنك اتخذت منبرا ترقى به على رقاب الناس أو ما بحسبك أن تقوم قائما والمسلمون تحت عقبيك فعزمت عليك لما كسرته‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم‏)‏‏.‏

14338- عن الحسن أن حذيفة قال لعمر‏:‏ إنك تستعين بالرجل الفاجر فقال عمر‏:‏ إني لأستعمله لأستعين بقوته ثم أكون على قفائه ‏(‏قفائه‏:‏ القفا مقصور مؤخر العنق، وفي الحديث ‏"‏ يعقد الشيطان على قافية أحدكم‏"‏‏.‏ المصباح المنير ‏(‏2/702‏)‏ ب‏)‏‏.‏

‏(‏أبو عبيد‏)‏‏.‏

14339- عن عروة بن رويم أن عمر بن الخطاب تصفح الناس؛ فمر به أهل حمص فقال‏:‏ كيف أميركم‏؟‏ قالوا‏:‏ خير أمير إلا أنه بنى علية يكون فيها فكتب كتابا وأرسل بريدا وأمره أن يحرقها، فلما جاءها جمع حطبا وحرق بابها فأخبر بذلك فقال‏:‏ دعوه فإنه رسول، ثم ناوله الكتاب فلم يضعه من يده حتى ركب إليه؛ فلما رآه عمر قال‏:‏ الحقني إلى الحرة وفيها إبل الصدقة قال‏:‏ انزع ثيابك فألقى إليه نمرة ‏(‏نمرة‏:‏ جمعها نمار، كأنها أخذت من لون النمر، لما فيها من السواد والبياض وهي كل شملة مخططة من مأزر الأعراب‏.‏ النهاية ‏(‏5/118‏)‏ ب‏)‏ من أوبار الإبل، ثم قال‏:‏ افتح واسق هذه الإبل فلم يزل ينزع حتى تعب ثم قال‏:‏ متى عهدك بهذا‏؟‏ قال‏:‏ قريب يا أمير المؤمنين، قال‏:‏ فذلك بنيت العلية وارتفعت بها على المسكين والأرملة واليتيم ارجع إلى عملك ولا تعد‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

14340- عن الأحنف قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب‏:‏ الوالي إذا طلب العافية ممن هو دونه أعطاه الله العافية ممن هو فوقه‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

14341- عن الأسود قال‏:‏ كان عمر إذا قدم عليه الوفد سألهم عن أميرهم أيعود المريض أيجيب العبد‏؟‏ كيف صنيعه من يقوم على بابه‏؟‏ فإن قالوا الخصلة منها وإلا عزله‏.‏

‏(‏ق‏)‏‏.‏

14342- عن أبي الزناد أن رجلا جلد في الشراب في خلافة عثمان وكان له مكان من عثمان ومجلس في خلوته، فلما جلد أراد ذلك المجلس فمنعه إياه عثمان فقال‏:‏ لا تعود إلى مجلسك أبدا إلا ومعنا ثالث‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

14343- عن ابن عباس قال‏:‏ كنت مع عمر بن الخطاب فقال‏:‏ اذهب فأعلمني من ذاك وكان إذا بعث رجلا في حاجة يقول‏:‏ إذا رجعت فأعلمني ما بعثتك فيه وما ترد علي فقلت‏:‏ إنك أمرتني أن أعلم من ذاك وأنه صهيب وأن معه أمه، قال‏:‏ فليلحق بنا وإن كانت معه أمه‏.‏

‏(‏العدني‏)‏‏.‏

14344- عن علي قال‏:‏ لما نفذني ‏(‏نفذني‏:‏ نفذ السهم نفوذا من باب قعد، ونفذ الأمر والقول نفوذا ونفاذا مضى‏.‏ المصباح المنير ‏(‏2/847‏)‏ ب‏)‏ النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال‏:‏ يا علي الناس رجلان فعاقل يصلح للعفو وجاهل يصلح للعقوبة‏.‏

‏(‏ق‏)‏‏.‏

14345- عن علي قال‏:‏ قلت يا رسول الله إذا بعثتني في شيء أكون كالسكة المحماة أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، قال‏:‏ بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب‏.‏

‏(‏حم خ في تاريخه والدورقي حل كر ص‏)‏‏.‏

14346- عن رجل من ثقيف قال‏:‏ استعملني علي بن أبي طالب على عكبرا ‏(‏عكبرا‏:‏ بضم أوله وسكون ثانيه وفتح الباء الموحدة وقد يمد ويقصر، وهو اسم بليدة من نواحي دجيل قرب صريفين بينها وبين بغداد عشرة فراسخ‏.‏ معجم البلدان لياقوت الحموي ‏(‏4/140‏)‏ ص‏)‏ فقال لي‏:‏ وأهل الأرض عندي إن أهل السواد قوم خدع فلا يخدعنك فاستوف ما عليهم ثم قال لي رح إلي فلما رجعت إليه قال لي‏:‏ إنما قلت لك الذي قلت لأسمعهم لا تضربن رجلا منهم سوطا في طلب درهم ولا تقمه قائما ولا تأخذن منهم شاة ولا بقرة إنما أمرنا أن نأخذ منهم العفو‏:‏ أتدري ما العفو الطاقة‏.‏

‏(‏ابن زنجويه في الأموال‏)‏‏.‏

14347- عن كليب قال قدم علي على مال من أصبهان فقسمه على سبعة أسهم فوجد فيه رغيفا فكسره على سبعة وجعل على كل قسم منها كسرة ثم دعا أمراء الأسباع فأقرع بينهم لينظر أيهم يعطى أولا‏.‏

‏(‏ق كر‏)‏‏.‏

14348- عن علي قال‏:‏ لا يحل للخليفة من مال الله إلا قصعتان قصعة يأكلها هو وأهله وقصعة يطعمها‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

14349- عن علي قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ لا يحل للخليفة من مال الله إلا قصعتان قصعة يأكل منها هو وأهله وقصعة يضعها بين يدي الناس‏.‏

‏(‏كر حم‏)‏‏.‏

14350- عن علي بن ربيعة قال‏:‏ جاء جعدة بن هبيرة إلى علي فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين يأتيك الرجلان أنت أحب إلى أحدهما من نفسه أو قال من أهله وماله، والآخر لو يستطيع أن يذبحك لذبحك فتقضي لهذا على هذا‏؟‏ قال‏:‏ فلهزه ‏(‏فلهزه‏:‏ اللهز‏:‏ الضرب بجمع الكف في الصدر‏.‏ ولهزه بالرمح إذا طعنه به‏.‏ النهاية ‏(‏4/281‏)‏ ب‏)‏ علي وقال‏:‏ هذا شيء لو كان لي فعلت ولكن إنما ذا شيء لله‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

14351- عن علي جاءه رسول من معاوية فقال له ما وراءك‏؟‏ قال آمن قال‏:‏ نعم إن الرسل آمنة لا تقتل‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

14352- عن أبي الطفيل قال‏:‏ سمعت عليا يقول‏:‏ لا أغسل رأسي بغسل ‏(‏بغسل‏:‏ الغسل بالضم‏:‏ الماء الذي يغتسل به كالأكل لما يؤكل وهم الاسم أيضا من غسلته، والغسل بالفتح‏:‏ المصدر، وبالكسر‏:‏ ما يغسل به من خطمي وغيره‏.‏ النهاية ‏(‏3/368‏)‏ ب‏)‏ حتى آتي البصرة فأحرقها ثم أسوق الناس بعصاي إلى مصر، فأتيت أبا مسعود فأخبرته، فقال‏:‏ إن عليا يورد الأمور مواردها ولا يحسنون ‏(‏يحسنون‏:‏ أحسنت الشيء عرفته وأتقنته‏.‏ المصباح المنير ‏(‏1/187‏)‏‏.‏

يصدرونها‏:‏ يقال‏:‏ صدر القوم وأصدرناهم إذا صرفتهم‏.‏ المصباح المنير ‏(‏1/457‏)‏ ب‏)‏ يصدرونها، علي لا يغسل رأسه بغسل ولا يأتي البصرة ولا يحرقها ولا يسوق الناس بعصاه إلى مصر، علي رجل أصلع رأسه مثل الطست إنما حوله رغيبات ‏(‏رغيبات‏:‏ الرغيبة الأمر المرغوب فيه والعطاء الكثير‏.‏ القاموس المحيط ‏(‏1/74‏)‏ ب‏)‏‏.‏

‏(‏خط‏)‏‏.‏

14353- عن بلال بن سعد عن أبيه أنه قيل‏:‏ يا رسول الله ما للخليفة بعدك‏؟‏ قال‏:‏ مثل الذي لي ما عدل في الحكم وأقسط في القسط ورحم ذا الرحم فمن فعل غير ذلك فليس مني ولست منه‏.‏

‏(‏ابن جرير‏)‏‏.‏

14354- عن الزهري قال‏:‏ بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الكتاب الذي كتبه بين قريش والأنصار‏:‏ ولا تتركوا مفرجا ‏(‏مفرجا‏:‏ المفرج الذي لا عشيرة له‏.‏ وقيل‏:‏ هو المثقل بحق دية أو فداء أو غرم‏.‏ ويروى بالحاء المهملة، وفيه ‏"‏ ولا يترك في الإسلام مفرح‏"‏ هو الذي أثقله الدين والغرم‏.‏ وقد أفرحه يفرحه إذا أثقله‏.‏ وأفرحه إذا غمه‏.‏ وحقيقته‏:‏ أزلت عنه الفرح؛ كأشكيته إذا أزلت شكواه، والمثقل بالحقوق مغموم مكروب إلى أن يخرج عنها، ويروى بالجيم‏.‏انتهى‏.‏النهاية ‏(‏3/423 و 424‏)‏ ب‏)‏ أن تعينوه في فكاك أو عقل ‏(‏عقل‏:‏ عقلت البعير عقلا من باب ضرب وهو أن تثنى وظيفه مع ذراعه فتشدهما في وسط الذرع بحبل وذلك هو العقال وجمعه عقل مثل كتاب وكتب، وعقلت القتيل عقلا أيضا أديت ديته‏.‏ المصباح المنير ‏(‏2/578‏)‏ ب‏)‏‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

14355- عن عطارد قال‏:‏ كان لي حلة فقال عمر‏:‏ يا رسول الله لو اشتريت هذه الحلة للوفد وليوم العيد‏.‏

‏(‏ابن منده كر‏)‏، ‏(‏وقال‏:‏ غريب‏)‏‏.‏

14356- عن راشد بن سعد عن معاوية قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم قال‏:‏ يقول أبو الدرداء كلما سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله بها‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

14357- ‏{‏مسند عمر‏}‏ عن عروة بن رويم اللخمي قال‏:‏ كتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجراح كتابا فقرأه على الناس بالجابية من عبد الله‏:‏ عمر أمير المؤمنين إلى أبي عبيدة بن الجراح سلام عليك أما بعد فإنه لم يقم أمر الله في الناس إلا حصيف العقدة بعيد الغرة ‏(‏حصيف العقدة‏:‏ الحصيف‏:‏ المحكم العقل‏.‏ وإحصاف الأمر‏:‏ إحكامه ويريد بالعقدة ههنا الرأي والتدبير‏.‏

بعيد الغرة‏:‏ أي من بعد حفظه لغفلة المسلمين‏.‏ النهاية ‏(‏3/355‏)‏ ب‏)‏ لا يطلع الناس منه على عورة، ولا يحنق في الحق على جرته ‏(‏ولا يحنق في الحق على جرته‏:‏ أي لا يحقد على رعيته، والحنق‏:‏ الغيظ‏.‏ والجرة‏:‏ ما يخرجه البعير من جوفه ويمضغه‏.‏ والأحناق لحوق البطن والتصاقه‏.‏ وأصل ذلك في البعير أن يقذف بجرته، وإنما وضع موضع الكظم من حيث إن الاجترار ينفخ البطن، والكظم بخلافه‏.‏ يقال‏:‏ ما يحنق فلان وما يكظم على جرة‏:‏ إذا لم ينطو على حقد ودغل‏.‏انتهى‏.‏النهاية ‏(‏1/451‏)‏ ب‏)‏، ولا يخاف في الله لومة لائم قال، وكتب عمر إلى أبي عبيد اما بعد فإني كتبت إليك بكتاب لم آلك ‏(‏آلك‏:‏ يقال‏:‏ ألى الرجل وألي إذا قصر وترك الجهد‏.‏انتهى‏.‏النهاية ‏(‏1/63‏)‏ ب‏)‏ ولا نفسي فيه خيرا؛ الزم خمس خلال يسلم لك دينك وتحظى بأفضل حظك‏:‏ إذا حضرك الخصمان فعليك بالبينات العدول والأيمان القاطعة، ثم ادن الضعيف حتى ينبسط لسانه ويجتريء ‏(‏ويجترئ‏:‏ هو من الجراءة‏:‏ الاقدام على الشيء‏.‏ النهاية ‏(‏1/253‏)‏ ب‏)‏ قلبه، وتعاهد الغريب فإنه إذا طال حبسه ترك حاجته وانصرف إلى أهله، وآو الذي أبطل حقه من لم يرفع به رأسا، واحرص على الصلح ما لم يتبين لك القضاء والسلام عليك‏.‏

‏(‏ابن أبي الدنيا في كتاب الأشراف‏)‏‏.‏